بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 13 يونيو 2015

نحو فلسفة إبداعية للتدريس




أيها السائر ... ليس هناك طريق، الطرق تصنع بالمشي، عبارة رائعة للشاعر الإسباني «أنطونيو ماتشادو» جالت بخاطري وأنا أرجع البصر كرتين في جدلية العلاقة بين المعلم والطالب في العملية التعليمية التعلمية، وموقع الطالب منها، ودور المعلم فيها، في ظل إفرازات العلم ومعطياته المرتبطة بالمشهد التربوي الراهن، وتماهيًا مع الحكمة التربوية الرائعة التي تقول: «المعلم الضعيف يلقن، المعلم المتوسط يفسر، والمعلم الجيد يعرض، والمعلم المتميز يلهم»، وطبقًا لمنطوق هذه الحكمة، فإن المعلم – بطبيعة الحال – يود أن يكون من النوع الأخير من هؤلاء المعلمين، وهو المعلم الملهم.

إذا كان المعلم الملقن – على سبيل المثال – يرى أنه الخازن للمعرفة، والأمين على أسرارها، ومن ثم يتم إخضاع الطالب – من خلاله – للمنهج، وليس إخضاع المنهج للطالب، لذا نراه يقوم بسرد المعلومات وصبها جاهزة في عقول الطلاب، وأنه أشبه ما يكون بأنبوب توصيل للمعلومات عن مصادرها (الكتاب ... إلخ)، إلى العقول، فإن المعلم الملهم يعطى الفرصة للطلاب للبحث والتنقيب والتقصي والاكتشاف، والتساؤل والتجريب، من خلال وضعهم في مواقف مشكلة تتحدى تفكيرهم، يبحثون عن حلول لها.
إنه المعلم الذي يسمح للخيال والإلهام أن يأخذا مكانهما في تعلم الطلاب، بما يجعلهم منتجين للمعرفة وليسوا مستهلكين لها، ومن ثم فهو مرشد ومثير للتعلم إذا لزم الأمر، وهو المعلم الذي يشبه الملك فرديناند الذي شجع (كريستوفر كولمبس) على اكتشاف العالم الجديد وعاونه بالسفن والمؤن والرجال. لذا نجد معلمنا هذا يشجع طلابه على اكتشاف المعرفة بأنفسهم ويقدم لهم العون والإرشاد عند الضرورة، حتى يجعل طلابه مثل (كريستوفر كولمبس) أحد رواد الكشف الجغرافي الذي اكتشف ما يسمى بالعالم الجديد (قارة أمريكا وما حولها من جزر)، فإذا كان كولمبس قد اكتشف قارة جديدة، فإن الطلاب يكتشفون ما يتعلمون من معرفة.
التعلم وتربية الأعماق 
«إذا تم كسر بيضة بوساطة قوة من الخارج، فإن حياة قد انتهت، وإذا تم كسر بيضة بوساطة قوة داخلية، فإن حياة جديدة قد بدأت ...الأشياء العظيمة تبدأ من الداخل».
ثمة توجه حديث يحول النظرة إلى التعلم بوصفه عملية «process» أكثر من النظرة إليه بوصفه مجرد ناتج «product»، وهو توجه يقف على طرف نقيض من نظرة السلوكيين الذين يرون أن العقل أشبه ما يكون بالصندوق الأسود «في الطائرة» الذي يسجل استجابات كمية لأحداث تقع خارجه، ولكنه يتجاهل أو يهمل إمكانية حدوث عمليات فكرية داخل العقل.
إننا هنا – في ظل التوجه البنائي – بصدد التحول من النظرة التلسكوبية التي ترى الأشياء عن بعد، إلى نظرة ميكروسكوبية ترقب عن كثب التفاعلات التي يشغى بها العقل البشري وتحدث داخله، وهي النظرة التي يتحول معها سلوك المتعلم من السلوك الاستجابي إلى السلوك الإيجابي، ومن النمطية والتكرار إلى الكشف والابتكار، ومن الاتباع والمسايرة إلى التجديد والمغايرة، ومن ثقافة الاستقبال والتسليم إلى ثقافة المحاكمة والتقويم، وباختصار.. إلى كثير من التعلم في مقابل قليل من التعليم.
مهمة التعليم – إذًا – في ظل التعلم البنائي، هي استخراج الداخل وليس استدخال الخارج، كالعنكبوت تنسج النسخ من داخلها لا من خارجها، وكدودة القز تحيك خيوطها من أعماقها، وكالنبات يبني غذاءه بنفسه من خلال عملية البناء الضوئي التي تتم داخل أوراق النبات.
نعم، يقول علماء النبات: إن النباتات تبني غذاءها بنفسها (من خلال عملية البناء الضوئي)، إذ يتم داخل أوراق النباتات تفاعل بين غاز ثاني أكسيد الكربون والماء في وجود الطاقة الضوئية التي يتم امتصاصها بوساطة مادة الكلوروفيل، وينتج عن هذا التفاعل: سكر الجولوكوز وهو غذاء النبات، والأكسجين. ويؤكدون أيضًا أن هذا الغذاء مهم جدًا لنمو النباتات ولقيامها بعملياتها الحيوية الأخرى، كالتنفس والإخراج ... إلخ.
ومن ثم فالإنسان لا يزود النباتات بغذائها، ولا يحدث النمو فيها، وإنما يقتصر دوره – إن وجد – على توفير المواد الأولية (ماء – أملاح ... إلخ) وعلى تهيئة الظروف المناسبة (ضوء – حرارة – رطوبة) التى تساعد النباتات على بناء غذائها وعلى نموها بذاتها.
فإذا كانت النباتات تبني غذاءها بنفسها، وأن دور الإنسان هو توفير المواد الأولية لها، وتهيئة الظروف المناسبة لتكوين غذائها ولنموها، فهل يمكن للطلاب أن يكونوا مثل النباتات، فيبنون معرفتهم بأنفسهم وبقليل من المساعدة والتوجيه من المعلم.
في ضوء التعلم البنائي – إذًا – يمكن القول:
- المتعلم لا يستقبل المعرفة ويتلقاها بشكل سلبي، لكنه يبينها من خلال نشاطه ومشاركته الفعالة، كما قلنا ونعيد القول: بكثير من التعلم وقليل من التعليم.
- يبنى المتعلم معنى ما يتعلمه بنفسه بناء ذاتيًا حيث يتشكل المعنى داخل بنيته المعرفية بناء على رؤية خاصة به، فالأفكار ليست ذات معانٍ ثابتة لدى الأفراد.
- المعرفة ليست موجودة بشكل مستقل عن المتعلم، فهي من ابتكاره هو، وهي تكمن في عقله، ومن ثم تصبح أساس نظرته إلى العالم من حوله.
صرخـة طفـل يتعـلم
هنا ننضم «لحسين زيتون» وهو يفسح المجال لصرخة ذلك الطفل التي ارتد رجع صداها، يصك آذان من يكرسون تلك الأنظمة العتيقة التي تصطدم مع كنه التعلم وحقيقته وفحواه، فلنستمع إليه ماذا يقول:
«لست مجرد ورقة بيضاء فارغة تكتبون عليها أيها الكبار ما تريدون، فلن تكتبوا إلا ما أكتب أنا على ورقتي .. أريحوا أنفسكم وأريحوني وانظروا إلى مثل نظرتكم لورقة النبات الخضراء».
لذا يمكن القول: انثر للبلابل حبات القمح على طرف نافذتك ليأتوا إليك، عندئذ ردد عليهم أنشودة جديدة عن الربيع ثم دربهم على أن ينشدوها، ثم دعهم يطيرون في عنان السماء ليغردوا بها ويضيفوا إليها ما يشاؤون من أنغام أخرى.
 كيف تغير العالم؟
في الأسطورة الصينية حكي أن شابًا أراد أن يحدث تغييرًا في كل من حوله وما حوله، فبدأ بتغيير العالم، سلخ من عمره عشر سنوات أخفق فيها في تغيير العالم، فعاد إلى نفسه وضيق الدائرة حتى يتمكن من التغيير، فقرر أن يغير الصين خلال عشر سنوات، بيد أن الفشل الذريع كان هو النتيجة الحتمية لمحاولته الثانية، فقرر أن يغير مدينته خلال السنوات العشر التالية، فلم يقدر لتجربته النجاح، فقرر تغيير الحي الذي يعيش فيه في السنوات العشر التي تليها، فلم تختلف النتيجة عن التجارب السابقة ... إنه الفشل حتى في محاولته الأخيرة، فانتبه إلى نفسه مقررًا هذه المرة البدء بتغيير نفسه، إذ بتغيير نفسه في البداية سيتمكن من تغيير العالم من حوله، وهو ما كان يتعين عليه القيام به في المحاولة الأولى.
والحق أنه منهج قرآني في الأساس، إذ قبل أن تسعى حثيثًا لتغيير العالم من حولك، ينبغي عليك تغيير نفسك من الداخل، قال تعالى: }إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم{.
ابدأ بتغيير  نفسك أولاً:
يحكى أن ملكًا كان يحكم دولة واسعة الأرجاء، أراد الملك القيام برحلة برية طويلة، وخلال عودته وجد أن أقدامه قد تورمت بسبب المشي في الطريق الوعر، فأصدر مرسومًا يقضي بتغطية كل المملكة بالجلد، ولكن أحد مستشاريه أشار عليه برأي  أفضل، وهو عمل قطعة جلد تحت قدمي الملك فقط، فكانت هذه بداية صناعة النعال والأحذية. إذا أردت أن تعيش سعيدًا في العالم فلا تحاول تغيير كل العالم  قبل أن تبدأ التغيير بنفسك، ومن ثم حاول تغيير العالم ما استطعت إلى ذلك سبيلاً.
المعرفة من الداخل
يحكى أن رجلاً وقف يراقب – ولعدة ساعات – فراشة صغيرة داخل شرنقتها التي بدأت بالانفراج رويدًا رويدًا ... كانت تحاول جاهدة الخروج من ذلك الثقب الصغير الموجود في شرنقتها، وفجأة سكنت، وبدت وكأنها غير قادرة على الاستمرار. ظن الرجل أن الفراشة قد استنفدت قواها، ولن تستطيع الخروج من ذلك الثقب الصغير، ثم توقفت تمامًا. عندها شعر الرجل بالإشفاق عليها فقرر مساعدتها، وأحضر مقصًا صغيرًا وقص بقية الشرنقة. هنا سقطت الفراشة بسهولة من شرنقتها، ولكن بجسم نحيل وجناحين ذابلين، وظل يراقبها معتقدًا أن أجنحتها ستقوى وتكبر، وأن جسمها الضاوي النحيل سيصبح قادرًا على الطيران.
لم يعلم ذلك الرجل أن قدرة الله – عز وجل – ورحمته بالفراشة جعل محاولاتها المتكررة من داخل الشرنقة سيعمل على خروج سوائل من جسم الفراشة إلى أجنحتها حتى يشتد عودها، ويقوى جسمها، وتصبح قادرة على الطيران، وتصل إلى حالة الكمال المقدر لها.
إن فكرة «المعرفة تبدأ داخل المتعلم، وهو يسعى حثيثًا لتكوينها بفطرته» ستظل سر التعلم الذي يحفظ وجود الإنسان وتميزه، كما تحفظ النواة الصغيرة أسرار النخيل، وكما يهتدي الكتكوت الوليد بإلهام من الله ووحي من غريزته إلى أضعف مكان في البيضة فينقرها من الداخل ليخرج إلى الوجود، كذلك ينتج الإنسان المعرفة المنثورة داخله، في زوايا النفس، وطوايا الحس، وفي ذلك المارد القابع تحت عظام جماجمنا، العقل البشري الذي يصنع المعجزات.
نحو فلسفة إبداعية في التدريس
إن جاز لنا أن نستلهم مقولة  إينشتين Einstein: «إنني لا أكدس ذاكرتي بالحقائق التي أستطيع أن أجدها بسهولة في إحدى الموسوعات»، فإن لنا أن نتساءل أيضًا: لماذا لم يتوصل كثير من العلماء المبدعين إلى مكانتهم المرموقة في البيئة المدرسية الشائعة؟ 
ثمة حقيقة تسطع بجلاء، تؤكدها نتائج البحوث، ويشهد بها الواقع المعيش تتمثل في أن معظم الطلاب المبدعين حصلوا على تقديرات متوسطة أو ضعيفة في التحصيل الدراسي، وترد ذلك لأحد سببين: إما أن المدارس بمراحلها التعليمية المختلفة لم تحفل بالطلاب المبدعين، ولم تستطع تمييزهم وتحديد قدراتهم الإبداعية من ناحية، أو لم تستطع مكافأة هؤلاء المبدعين وإشباع حاجاتهم وقدراتهم التفكيرية الإبداعية من ناحية أخرى.
إن الوضع القائم الذي يكتنف العملية التعليمية والممارسات التربوية التي تدور رحاها داخل أروقة التعليم والتي نسعى إلى تغييرها ينبغي أن تقود في نهاية المطاف إلى فلسفة جديدة من التدريس الإبداعي تشمل كل مساحات الالتقاء ونقاط التماس التي يلتقي فيها المعلم مع مفردات منظومة المنهج، وذلك على النحو الآتي:
أولاً: مفهوم التدريس الإبداعي
هو مجموعة الإجراءات والخطوات غير النمطية التي يقوم بها المعلم داخل الفصل، ومن خلالها يمكن الطالب من ربط الخبرات التربوية التي تمر به، وإحكام الصلة بينها، وإعادة تنظيم عناصرها المختلفة بطرق جديدة تتسم بالطلاقة والمرونة والأصالة، والإفاضة (التوسع والإثراء بالتفاصيل).
ثانيًا: مهارات التدريس الإبداعي:
ثمة مجموعة من مهارات التدريس الإبداعي يمكن استعراضها على النحو الآتي:
- المرونة في تحديد مفردات الدروس وتنظيم عناصرها.
- إثراء موضوعات الدروس ببعض الإضافات من مصادر خارجية.
- صياغة الأهداف التعليمية على مستوى الإبداع.
- تهيئة المناخ الصفي المناسب للإبداع.
- توظيف طرائق تدريس متنوعة وخاصة تلك التي ثبت فعاليتها في تنمية الإبداع    
وتوظيفها في عملية التدريس.
- إعداد أنشطة محفزة تثير الإبداع لدى الطلاب.
- طرح أسئلة مفتوحة النهاية.
- توظيف وسائل تعليمية متنوعة ومبتكرة.
- وضع الطلاب في مواقف جديدة ومواجهتهم بمشكلات تتطلب حلولاً إبداعية.
- تهيئة الفرص للطلاب للتجريب والاكتشاف والإبداع من خلال دروس المختبرات.
- تعزيز السلوك الإبداعي بطرق متنوعة ومبتكرة.
- طرح واجبات وأنشطة مصاحبة تساعد على تنمية الإبداع.
 - تقديم أنشطة إثرائية تتيح للطلاب الانفتاح على أفكار الآخرين وإنتاج أفكار جديدة. 
- توجيه الطلاب بتوظيف بعض موضوعات المحتوى في مواقف جديدة.
- استخدام الأسئلة الصفية لإثارة التفكير التباعدي لدى الطلاب.
- إتاحة الفرص المتعددة للطلاب للتجريب وإظهار براعتهم مع احتمال الخطأ والصواب.   
- مساعدة الطلاب على الربط بين المواد الدراسية التي يدرسونها وإحداث التكامل بينها.   
- تقويم الطلاب بطريقة تسمح بتنوع إجاباتهم وتعددها.
- معالجة  موضوعات المحتوى بأكثر من زاوية فكرية.
- تعيين واجبات منزلية وأنشطة مصاحبة تساعد على تنمية الإبداع.
ثالثًا: التدريس الإبداعي ومفردات منظومة المنهج
أ- التدريس الإبداعي والأهداف:
يمكن تقديم بعض الأمثلة لأهداف أحد المناهج التي تعكس الإبداع، من خلالها  يتم إحكام الصلة بين التدريس الإبداعي والأهداف، منها ما يأتي
- أن يهتم المعلم بوضع أهداف على مستوى الإبداع.
- أن يهتم المعلم بوضع أهداف تعالج مستويات التفكير المختلفة.
- أن يكتسب الطلاب مهارة كتابة البحوث القصيرة.
- أن يكتسب الطلاب مهارة كتابة تقارير شفهية عن مشكلات, قاموا بدراستها.
- أن يكتسب الطلاب تقارير تحريرية عن مشكلات, قاموا بدراستها.
- أن يكتسب الطلاب القدرة على تحليل النصوص في المادة العلمية.
- أن يكتسب الطلاب القدرة على التخطيط الجماعي.
- أن يشارك الطلاب في الحوارات والمناقشات.
ب - التدريس الإبداعي والمحتوى:
ويمكن إحكام الصلة بين التدريس الإبداعي والمحتوى من خلال الأسلوب المستخدم في صياغة المحتوى، الذي يمكن من خلاله أن يتم:
-  توجيه المعلم للطلاب للبحث عن تفاصيل موضوعات المحتوى التي طرحت بدون تفصيل بالمكتبة والبيئة المحيطة وغيرها.
- ربط موضوعات المحتوى بالبيئة ومشكلاتها.
- إثارة مشكلات يفكر فيها الطلاب.
- إثارة الدافعية لدى الطلاب.
- تقديم أسئلة للمناقشات مع الزملاء والمعلم.
- تقديم توجيهات لمصادر المعرفة الأخرى.
- التوصل إلى تكوينات معرفية جديدة بالنسبة للطلاب.
- إعداد وسائل تعليمية, وأنشطة يقوم بتنفيذها مجموعات الطلاب في المراحل المختلفة من تنفيذ المنهج.
ج -  التدريس الإبداعي واستراتيجيات التدريس:
ويمكن إحكام الصلة بين التدريس الإبداعي واستراتيجيات التدريس من خلال:
- استخدام استراتيجية الأسئلــــــة  ومن خلالها:
يكلف الطالب بطرح أكبر عدد من الأسئلة حول الموقف المعطى سواء أكان هذا الموقف صورة مرئية، أو قطعة مكتوبة، أو موقفًا تمثيليًا.. وهكذا، بما يساعد على تحقيق الطلاقة والمرونة الفكرية لدى الطلاب.
يكلف الطالب بالإجابة عن أسئلة تتعلق بإضافة أكبر قدر ممكن من التفصيلات للنص المعروض أو الرسم المتاح، على أن تتسم هذه الإضافات بالتنوع وعدم المألوفية.
يطرح المعلم أسئلة تشحذ الخيال الحر وتستثيره لدى الطالب، الذي يكلف بالإجابة عن  تلك الأسئلة، ومن خلالها يتم وضع الطالب في موقف تخيلي مستحيل الحصول، مثال.. «تخيل نفسك كتابًا مفضلًا، صف نفسك»،  «أغمض عينك وتخيل أنك كرة في معلب».
يكلف الطالب بالإجابة عن أسئلة تتعلق  بوضع أكبر عدد من العناوين للموقف المعطى سواء أكان هذا الموقف قصة يضع عنوانًا لها،  أو صورة مرئية،  أو قطعة مكتوبة أو موقفًا تمثيليًا.. وهكذا، بما يسهم في إنتاج أكبر عدد ممكن من الأفكار ذات العلاقة بالموضوع، مع تحقيق أكبر قدر من المرونة في التفكير.
- استخدام الأسئلة الصفية لإثارة التفكير التباعدي لدى الطلاب.
- استخدام استراتيجية حل المشكلات  ومن خلالها:
يكلف الطالب بطرح أكبر عدد ممكن من الحلول للمشكلات المختلفة سواء أكانت هذه المشكلات معروضة بشكل مرئي أو مسموع أو مقروء.
 إثارة الطلاب لاكتشاف المشكلات التي يتضمنها الموقف التعليمي بطرق جديدة ومتنوعة.
وعلى المعلم أن يثير المشكلات بطرق إبداعية بدرجات متفاوتة بحيث تستفز وتلبي قدرات الطلاب وتُفجّر طاقاتهم الإبداعية (يسري مصطفى، د. ت).
ومن أمثلة المشكلات التي يمكن للمعلم إثارتها في صورة أسئلة إبداعية:
ـ كيف ينتقل الماء من التربة إلى قمة الشجرة ضد الجاذبية الأرضية؟
ـ ماذا يحدث لو كانت مياه نهر النيل تسير في الاتجاه المخالف؟
 ـ ماذا يحدث لو دارت الأرض حول نفسها بسرعة تعادل 24 مرة سرعة دورانها الحالية؟
 ـ كيف يمكنك الاستفادة من الزجاجات الملقاة في صندوق القمامة؟
ــ اكتب قصة قصيرة لا تزيد كلماتها عن خمس كلمات.
ـ عبّر فنيًا بالرسم عن علاقة القط بالفأر.
 ـ كيف يمكنك قياس مساحة دائرة دون استخدام أية قوانين هندسية؟
ـ ماذا تتوقع أن يحدث لو انعدمت الجاذبية الأرضية؟
- استخدام استراتيجيات تدريس أخرى يراعى فيها التنوع والملاءمة للموقف التدريسي وإثارة الإبداع لدى الطلاب، مثل الاكتشاف الموجة، والعصف الذهني، ولعب الأدوار، والتعلم التعاوني...إلخ.
- استخدام استراتيجيات تدريس تساعد على إثارة دوافع الطلاب بما يضمن الإقبال على مواقف التدريس، والمشاركة فيها.
- استخدام استراتيجيات التدريس, التي تمكن المعلم من مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب تضمن سيطرة التفاعلات الإنسانية على مواقف التدريس, على اختلاف أنواعها ومستوياتها.
- استخدام استراتيجيات تدريس تسهم في  تنوع الأنشطة المدرسية، وارتباطها بالمواقف التدريسية.
د- التدريس الإبداعي والتقويم:
ويمكن إحكام الصلة بين التدريس الإبداعي والتقويم من خلال:  
- التحرر – وإن بقدر – من القيود التي يفرضها تطبيق أساليب التقويم النمطية بالمدارس.
- طرح أسئلة لا تتطلب إجابة صحيحة محددة والتخلي عن فكرة الجواب الصحيح الأوحد.
- طرح تكليفات منزلية تتطلب تقديم إجابات إبداعية.
- طرح أسئلة مفتوحة النهاية.
- طرح أسئلة تثير التفكير التباعدي لدى الطلاب.
- ارتباط المنتج الإبداعي من عملية التقويم بالأهداف المحددة سلفًا.
- طرح مقاييس تقيس اتجاهات وميول الطلاب نحو الإبداع. 



أهم المراجع:
(1) أحمد عبادة (2001): التفكير الابتكاري المعوقات والميسرات، مركز الكتاب والنشر.
(2) أحمد عبدالحميد مهدي (د. ت): الإبداع مدخل لتطوير المناهج، كلية اللغات، جامعة المدينة العالمية، ماليزيا.
(3) أحمد لطفي شاهين (د. ت): مفهوم التدريس الإبداعي، فلسطين (د. ن).
(4)حسين زيتون (2004): استراتيجيات التدريس، القاهرة، عالم الكتب.
(5) عبداللطيف عبدالقادرعلي أبوبكر (2004): التربية الإبداعية في التصور الإسلامي، مسقط، مكتبة الضامري.
(6) وليم عبيد (2009): استراتيجيات التعليم والتعلم في سياق ثقافة الجودة، عمان، دار المسيرة.                                    
(7) يسري مصطفى السيد (د. ت): الإبداع في العملية التربوية، وسائله ونتائجه، كلية التربية، جامعة أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة.
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق