بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 18 يونيو 2015

رمضان كريم .. مقاله عن شهر رمضان بقلم الاستاذ الدكتور عبد اللطيف أبو بكر

مقالتي عن رمضان عثرت عليها بين لأوراقي القديمة وأضابير الكتب
كتبتها من عشرين عاما 1415 هـ ، 1995 م ، وأشعر كأنني أكتبها اليوم ... ممكن أعزمكوا على المقالة ... تفضلوا بالقراءة .
إيه يا رمضان
أهلا بك عيدا للروح ، وانتصارا للإرادة ، وسلما للمجد ... تتحلب فيك الأفواه بالدعاء والذكر ، وتتفتق الأذهان بالتأمل والفكر ، وتتألق الأرواح بآي القرآن تتلى ... وصلوات الليل تقام ... ومضاجع النوم تعاف .
فالله الله يا رمضان تأتي فواح الشذى ، نفاح الأرج ، فتذكرنا بالإسلام ينتصر ، والوحي يتنزل ، والدين يسود ، وقوافل الشهداء ، تسيل أرواحهم على مذابح الحرية ومقاصل الفداء .. فتجدد من حبل الدين ما ضعف ، ومن أركانه ما وهى ، ومن بنيانه ما تداعى في نفوس الناس .
إيه يا رمضان : لشد ما يقض المضجع ، ويسيل المدمع أن تحل على المسلمين ، وهم نتف مبعثرة في أرض الله ، ومزق منثورة في أرجاء المعمورة ، يذيق بعضهم بأس بعض ، كأن أمة الإسلام لم تجد من تحاربه ... وأعداء هذا الدين يمضغون لحوم المسلمين ، وينحتون عظامهم ، ويغوصون في دمائهم حتى الركب، وأمتنا المنكوبة ، تحفر قبرها بيديها ، وتنسج كفنها براحتيها .
وأنت أنت يا رمضان .. تظل شارة تلوح للناس من بعيد : حرام أن يموت أناس من الجوع ويموت آخرون من التخمة ... حرام أن يبحث أناس عن طعام لأمعائهم ، ويبحث آخرون عن أمعاء لطعامهم ... فيأنس في كنفك الطاوي فلا يطمع ، ويرق في ظلك البطين فلا يشبع ، فيولد الإنسان من جديد ، بسرك الذي بحت له به ، ذلك السر الذي يعبر عن دفء العلاقة بين السماء والأرض ، ذلك السر الذي يحفظ وجود الإنسان كما تحفظ النواة الصغيرة أسرار النخيل .
هذه مآسي المسلمين يا رمضان ، فحدث عنها ولا حرج ، بعد أن أصبحت أمرا مشاعا ، وسرا مذاعا " فلو كنا نسير للوراء لعثرنا بمجد أجدادنا ، ولوكنا نسير للأمام لظفرنا بمجد أعدائنا ، لكننا لم نبرح مكاننا ، فسقطنا من التعب ، ووقعنا من الإعياء .. حنانيك ...حنانيك يا رمضان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق